Image

الأسرة القروية بالمغرب : من الوحدة الإنتاجية … إلى الإستهلاك

متوهم من يعتقد أن البحث السيوسولوجي، من الأمر السهل، خاصة بالأوساط القروية، التي يختلط فيها الديني بالثقافي بالاقتصادي بالسياسي، فيصعب على الباحث غير المتمرس على البحث الميداني، فهم إتجهات التغير والمواقف.

إن البحث السوسيولوجي، بالأوساط القروية، يستند أساسا على الفهم السوسيولوجي والأنتروبولوجي للظواهر. من الصعب على الباحث السوسيولوجي أن يتجه نحو ميدان الدراسة، دون معرفة سابقة لهذا الميدان والإحاطة بكل جوانبه الاجتماعية والتاريخية والاقتصادية والسياسية.

إن البحث السيوسيولوجي في الأوساط القروية، ينطلق من وصف دقيق للمجال الدراسة، حتى يتسنى للباحث معرفة نوعية المشاكل، التي تعيشها هذه الأوساط؛ بحيث لا يكفي أن ينطلق الباحث بسؤال وفرضيات تمت صياغتهما، في مطبخ العلوم الاجتماعية من أجل تجريبها على الوسط القروي.

هذه المرتكزات الأساسية للبحث السوسيولوجي بالوسط القروي، جعلت من علم الاجتماع القروي، مشروع مجتمعي لأنه لا يقف عند دراسة الظاهرة بالأوساط القروية؛ بل يمتد إلى جوانب عدة؛ بهدف حصر معظم الديناميات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها من الديناميات؛ التي لا تقف عند المجال القروي فحسب، بل تمتد إلى مجالات عدة.

هذه الصعوبات، جعلت من البحث في الأسرة القروية، أمرا في غاية الصعوبة، حيث يجد الباحث نفسه، أمام خزان ثقافي وديني، فكل الأسئلة المتعلقة بالأسرة والاقتصاد الأسري والصحة الانجابية والتغير الأسري والمرأة وغيرها من هذه الأسئلة السوسيولوجية، تصدم وبقوة مع هذا الخزان الثقافي، الأمر الذي يحتم على الباحث استعمال عدة تقنيات للبحث والمزاوجة بين الكمي والكيفي.

نسعى من خلال هذا الكتاب كذلك؛ إلى تطوير البحث السوسيولوجي القروي بهدف خدمة التنمية المحلية. أيضا، لقطع الطريق أمام العديد من المتطفلين من تخصصات مختلفة أضحوا اليوم يسترزقون بالبحث السوسيولوجي، في غياب إلمامهم بالمعرفة السوسيولوجية وبتقنيات البحث السوسيولوجي

بالأوساط القروية والواحية والصحراوية وشبه صحراوية. هذا الهروب إلى السوسيولوجيا من تخصصات أخرى ينم عن عدم قدرة هؤلاء على تطوير تخصصاتهم، لكي تجيب عن الواقع وعن تعقداته أو يعبر عن عجز وعقم هذه التخصصات في فهم الواقع. ولعمري هذا غير وارد على إعتبار أن العلوم الاجتماعية والانسانية في تطور مستمر على مستوى المناهج وتقنيات البخث بهدف الاجابة عن معظم التحولات، التي تعرفها المجتمعات البشرية. وعليه، يبقى في إعتقادنا، هروب أو الترحال بعض الأفراد من تخصصات مختلفة إلى علم الاجتماع، يبقى رهين برغبة هؤلاء في الاسترزاق المادي والمعرفي.

Share Button

Auteur : عبد الرحيم عنبي

Date de publication : 2014

Langue : العربية

Nombre de Pages : 349 صفحة

Editeur : كلية الاداب والعلوم الإنسانية - جامعة ابن زهر - أكادير