
التكرار في القرآن: تأسيس فوائده وأسراره
الدرس الافتتاحي الذي ألقاه الأستاذ التهامي الراجي الهاشمي في مطلع السنة الجامعية 1991-1992.
تعودنا أن نقول عن الآية أو الآيات التي ذكرت هنا ثم وجدت مرة اخرى هناك أنها مكررة. وغاب عنا أنها لم تكرر المقاطع في القرآن الكريم لتعاد ألفاظها فحسب دون فائدة جديدة تذكر وإنما جيء بها، وبتحويل خفيف او عميق طبعا، ليؤسس عليها أمر آخر لم ينص عليه بدءا. من ضوء القرآن الكريم الإيجاز كما لايخفى إلى درجة أن احتار كبار المترجمين للقرآن الكريم أمام أسلوبه الموجز الدقيق الذي يحمل في ألفاظ قليلة معاني كثيرة. لقد تساءلوا كيف يترجمون مثلا هذه الآية: “وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لايحب الخائنين”. لاحظوا أنهم إن ترجموها كما يقرأونها انطلاقا من معنى كل لفظ فيها لما أدوا المراد الذي تنص عليه أجزاؤها وهي مجتمعة بالشكل الذي هي عليه. بل لابد لهم إن أرادوا الاقتراب من المعنى المراد منها أن يؤدوها بجمل كثيرة لا بجملة واحدة. فالتكرار في نظري هي الآية التي يحسن إن يعتمد عليها المفسر للقرآن الكريم. إنه ليعسر فعلا على المبتدئين الذين يقبلون على حفظ الكتاب العزيز.
Auteur : التهامي الراجي الهاشمي
Date de publication : 1992
Langue : العربية
Nombre de Pages : 15 صفحة
Editeur : كلية الآداب والعلوم الإنسانية - جامعة ابن زهر- أكادير