Image

التواصل وأنساقه المعرفية في التراث العربي – مفاهيم وقضايا ونماذج

صدور أعمال المؤتمر العلمي الدولي الاول في موضوع “التواصل وأنساقه المعرفية في الثراث العربي: مفاهيم وقضايا ومناهج” الذي سينعقد أيام 22 – 24 دجنبر 2016 بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن زهر. بمشاركة عدة باحثين من جامعات وطنية ومن عدة دول.

لا يخفى على كل مهتم بقضايا اللغة والنصوص والخطابات، في مختلف الثقافات الإنسانية، القديمة والحديثة، ما لمفهوم التَّواصل من أهمية في حياة الكائن البشري؛ إذ لا يمكن تصوره حيا بمعزل عن هذا النشاط التَّواصلي، الذي يعني غيابه نهاية الحياة الإنسانية نفسها.
إن التَّواصل بهذا المعنى، مطلب إنساني لا غنى عنه، عرفه الإنسان منذ أمد سحيق من خلال التفاعل مع الطبيعة، وعبر الحركات الجسدية، وأصوات اللغة، وممارسة الكتابة. ومردُّ هذا النزوع التَّواصلي هو رغبة الكائن البشري في ضمان الارتباط بما يحكمه من قوى سامية، أو معطيات مجردة، أو أشياء واقعية… وهو ما أتاح للإنسان، بناء التصورات والمفاهيم والمعاني والقيم، والتفكير في سبل تداولها على نحو ناجع يضمن الفهم والإفهام.
وهكذا، سيتحول مفهوم التَّواصل، بفعل أبعاده الإنسانية المتميزة، إلى مبحث علمي أدلت بدلوها فيه مختلف الحقول المعرفية الإنسانية: القديمة والحديثة، كالعلوم العربية القديمة، وبعض العلوم الغربية الحديثة. فقد تعددت الكتابات والأبحاث النظرية والتطبيقية المهتمة به من منطلقات معرفية وتحليلية مختلفة، أضفت عليه رؤى جديدة وأبعادا عميقة، حولته إلى مجال ذي قيمة مركزية تعكس جدارة الاهتمام به من حيث طبيعته، وعناصره، ومضامينه، وأنواعه، ووظائفه، ومجالاته، واتجاهاته، وأعلامه.
لقد كانت للتواصل في التراث العربي صدارةٌ استمدها من الاجتهادات العلمية التي زادت مفهومه ثراءً، فأغنت قضاياه وإشكالاته، استنادا إلى الأمر الإلهي العظيم الداعي في البدء إلى التَّواصل مع المقروء، لفهم مقاصد الذي خلق وعلم البيان. أَوَ لَيسَ البيان منتهى المرام في التَّواصل؟
لقد انبرى اللغويون القدماء العرب لدراسة العربية في أبعادها التَّواصلية من الزاوية التي تهم كل علم على حدة؛ فوقف المعجميون عند مظاهر العجمة والهجنة ومعاني الألفاظ، ودرس النَّحويون والصَّرفيون جوانب اللحن والثقل والخفة، وتناول المتكلمون عناصر المتكلم والمخاطب والمقام في أبعادها الكلامية، وبيّن النُّقاد والبلاغيون أثر جمالية الشعر والنثر في ضوء مقومات البلاغة والفصاحة والبيان والبديع والقصد والإقناع ومقتضى الحال والاستدلال والنظم والادعاء والجودة والرداءة، وعرض الفلاسفة لماهية قوى الإدراك والتخييل والتناسب، واشتغل المتصوفة في تعاليمهم النظرية والعَملية بتفرّد طائفة الأقطاب والأولياء وأصحاب البركة، ممن لهم لغة خاصة، بــقدرة تواصلية عجيبة تمكنهم من خرق التَّواصل المألوف على نحوٍ لا يقدر عليه أحدٌ سواهم…

Share Button

Auteur : مختبر البحث في الأنساق اللغوية والثقافية

Date de publication : 2016

Langue : العربية

Nombre de Pages : 589 صفحة

Editeur : منشورات مختبر البحث في الأنساق اللغوية والثقافية - كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة ابن زهر، أكادير، المغرب