Image

الشعري والنثري: مداخل لأنواعيّة الشعر

العلاقة بين الشعري والنثري علاقة شائكة حتّى وإنْ بدت في الظاهر كأنّها تجعل من تمايزهما عن بعضهما البعض مُسلَّمة من المسلّمات، وهذا منذ القدم، فكيف بالأدب المعاصر والحديث حيث برزت دعوات هدْم الحدود بينهما بصورةٍ أكثر حدّة. وكلّما تَساءلْنا مثلاً: هل هذا شِعْرٌ أم نَثْرٌ؟ هل هذه قصّة قصيرة أم قصيدة؟ هل هذه رواية شعريّة أم شعر سرديّ؟ ظهرت الحاجة لدراسةٍ أنْواعيّةٍ لأشكال التعبير الأدبي، إلّا أنَّ غاية هذا النوع من البحث الأنْواعيّ ليست بالضرورة العمل على فصل الشّعر عن النّثْر، ولكن وصف ورصد تمثُّلات الإبداع العربي المعاصر لطرائق الاستخدام الشعري والنثري للُّغة وبِناء النصّ وتشكيل الدّلالات وتحقيق المقاصد، في صلةٍ بأنماط التلقّي الكامن منها والظاهر، السائد منها والهامشي. وأظنُّ أنّ قصيدة النثر أحوج للمُقاربة الأنْواعيّة نظراً لتداوُلها الغامض. لقد قارنْتُ في كتابي”قصيدة النثر العربية، أو خطاب الأرض المحروقة” بين قصيدة النثر وطابع البريد، حيث بدا لي وجود من يتعامل مع مقولة النّوْع كما لو كان يضع طابعاً بريديّاً على غلاف الرسالة، دون أن ينتبه إلى أنّه رُبّما يلصق الهواء على الغلاف، أو يلصق الغلاف على الهواء، أو يلصق الطابع على الهواء، ولعلّه يلصق الهواء على الهواء.

Share Button

Auteur : رشيد يحياوي

Date de publication : 2001

Langue : العربية

Nombre de Pages : 280 صفحة

Editeur : منشورات اتحاد كتاب المغرب، الرباط