
الغثاء
عمدت الروائية في عملها تقديم صورة تخييلية عن زمن “السيبة” في مغرب ما قبل الاستعمار، حيث عاش المغاربة قسوة المجاعات وضراوة التسلط والاستغلال والاستعباد والابتزاز والفقر والحرمان والبؤس واليأس، وسِنين الأوبئة والتيفوس والسل والحصبة، وثِقل الأعراف والتقاليد. مع هذه الرواية نكون قد استشرفنا، مع هذا الجيل الجديد من الروائيين في المغرب، لحظةًً طالما أجِّلت، وتم إركانها في عداد المسكوت عنه أو “التابو”. إنها محاولة تخييلية جريئة لتفكُّر التاريخ، وإدانة النسيان، وتنشيط الذاكرة الجمعية المكلومة في زمن “السيبة”، حيث “لم يكن هناك سوى القتل..في غابةٍ كان يعيش الناس. ولقد مرت البلاد بالسيبة..كان الكل يقتل الكل..كان المرء يقتل أخاه من أجل كسرة خبز. الفوضى عمَّت البلاد: نهب وسلب وسرقة، وكل هذه الأمور كانت تؤدي إلى سفك الدماء. فإما قاتل أو مقتول.. قانون الغاب..البيع والشراء في بني البشر كان مسألة عادية جدا.”
وباستعادة هذا التاريخ المرير، وهذه المرحلة العصيبة التي يصعب الحديث عنها، فبالأحرى تذكرها، يستهدي الراوي بسرد ذاكرة جيل ينزُّ بالدم والانتقام إلى حد الجنون. وهل هناك أصدق من الجون؟
Auteur : زهرة المنصوري
Date de publication : 2008
Langue : العربية
Nombre de Pages : 251 صفحة
Editeur : المؤلفة