
المدينة العربية الإسلامية بين الأصالة والمساءلة
الدرس الافتتاحي الذي ألقاه الأستاذ محمد الناصري في مطلع السنة الجامعية 1995-1996.
إن أول سؤال يتبادر إلى الذهن عند معالجة هذه الإشكالية (إشكالية المدينة العربية الإسلامية)، سؤال بسيط حول ماهية هذه المدينة، ومدى تمايزها عن باقي مدن العلم الثالث أي بعبارة أخرى هل للمدينة العربية الإسلامية هوية متميزة؟ وبتساؤل أكثر بساطة ماهي، في الواقع اليوم، المدينة العربية الإسلامية؟
يبدو هذا السؤال من البديهيات التي لا تحتاج إلى تعاليق طويلة. فلكل منا إحساس شبه غريزي وتجربة معيشة بهوية المدن العربية الإسلامية وبخصائصها ومميزاتها. إلا أن محاولة الجواب الدقيق على هذا التساؤل تبدو في الواقع غير هينة وذلك كلما حاولنا التعرف على العناصر الأساسية التي تتيح سبر غور واقع المدينة العربية الإسلامية في صيرورتها التاريخية وتطورها الحاضر. فإذا نظرنا مليا إلى واقع هذه المدينة، نلاحظ أن فيه من التعقيد ما يتطلب الحذر من الإجابة السريعة على تساؤل بسيط في الظاهر، متشعب في العمق. فالتطور العمراني في مجمله والتقلبات الديمغرافية والاجتماعية والسياسية التي صاحبته أدت لإلى اختلاف وتباين في تطور المدن يحفز الباحث على الابتعاد من التصنيفات الجاهزة وتحاشي الرد التلقائي على تساؤل بسيط ومحير في آن واحد.
Auteur : محمد الناصري
Date de publication : 1998
Langue : العربية
Nombre de Pages : 16 صفحة
Editeur : كلية الآداب والعلوم الإنسانية - جامعة ابن زهر- أكادير