
المواقع والحظوظ – إعادة تفكير التفاوتات الاجتماعية
هناك حاليا تصوران كبيران للعدالة الاجتماعية هما: نموذج مساواة المواقع ونموذج مساواة الحظوظ.
النموذجان معا لهما نفس الطموح: فهما يعملان على تقليص التوتر الحاصل بالمجتمعات الديموقراطية ما بين المبدأ الأساسي لمساواة كل الأفراد وواقع التفاوتات الاجتماعية الناتج عن التقاليد والمنافسة حول المصالح المختلفة. في الحالتين معا يتعلق الأمر بالعمل على تقليص بعض التفاوتات لجعلها أكثر عدالة، أو على الأقل مقبولة. يسعى نموذج مساواة الأماكن لتقليص بنية المواقع الاجتماعية من غير أن يجعل من حركية الأفراد أولوية. في حين يرتكز نموذج مساواة الحظوظ على منح الجميع إمكانية شغل أفضل الأماكن بناء على مبدأ الاستحقاق.
ففيما يتعلق بالسياسات الاجتماعية والبرامج، لا نقوم بنفس الشيء ونحن نختار أحد النموذجين دون الآخر.
يمكنني هنا إما القضاء على وضعية اجتماعية غير عادلة، أو السماح لبعض الأفراد بالنجاة منها دون إعادة النظر فيها. أما إذا وقع الاختيار على الجمع ما بين الاثنين، فلابد من القيام بأحدهما قبل الآخر.
سوف أقوم على التوالي باختبار نموذج مساواة الأماكن ونموذج مساواة الحظوظ، من أجل إضاءة جوانب القوة والضعف لكلا النموذجين.
كما سأقوم بمنح هذا الاختبار طابعا عمليا من خلال معاينة تطبيق النموذجين بثلاثة مجالات: وهي التربية، مكانة المرأة وكذا مكانة الأقليات المرئية بالمجتمع.
Auteur : ترجمة: كنزة القاسمي
Date de publication : 2016
Langue : العربية
Nombre de Pages :
Editeur : افريقيا الشرق