تأملات حول التاريخ القديم لشمال إفريقيا: الأمازيغيون
بدا لنا ونحن نخوض غمار البحث في تاريخ شمال إفريقيا القديم، طرح التساؤل التالي: كيف يمكن الحديث من المنظور التاريخي القويم؟ القول بأن شعبا أو مجموعات بشرية كبيرة عدديا وممتدة مجاليا، وحاكت بالجوار والتفاعل، شعوبا ذات حضارة متأصلة وفاعلة -كحضارات البحر الأبيض المتوسط ومصر الفرعونية، واتصالها المستمر بالمجال الصحراوي، الذي شهد تنظيمات زراعية ورعوية- تبقى معزولة ومنغلقة في واحة، عما كان يجري بجوارها، بل كيف لها أن تبقى غير متأثرة بهذه الحركية الحضارية وغير قادرة على إنتاج نمط عيش منظم؟
لقد دفعنا هذا التساؤل الكبير إلى محاولة البحث والاستقصاء التاريخي، من أجل إعادة النظر فيما وسمت به شعوب الشمال الأفريقي من سمات وما ألصق بها من أحكام قيمة وفرضيات تأويلية نسبية، ولتحقيق ذلك عملنا على توجيه نظرنا نحو دراسة ما تضمنته الكتابات اليونانية واللآتينية عن شمال إفريقيا، معتمدين على منهج تحليلي يأخذ بعين الاعتبار ظروف وسياق تدوينها والأهداف الكامنة وراءها. مع الإشارة كذلك إلى اعتمادنا على نتائج البحث الأركيولوجي المنجز ودراسات بعض المجاميع العلمية التي اهتمت بمصر الفرعونية، وعلى وجه الخصوص ما تعلق منها بالرسوم والكتابات الهيروغليفية، من دون إغفال الثراء الذي حفلت به كتابات الرحالة الفينيقيين والقرطاجيين عن المغرب القديم؛ من قبيل رحلة حانون وغيره من المستكشفين القدماء.
Auteur : محمد مصطفى بودريبلة
Date de publication : 2016
Langue : العربية
Nombre de Pages :
Editeur : كلية الآداب والعلوم الإنسانية - جامعة ابن زهر - أكادير
