
دراسات في مصادر تاريخ الغرب الإسلامي
تطرح المادة المصدرية جملة من الإشكالات ومجموعة من القضايا، مما يحتم على الباحث التسلح بدليل للسير الامن في دربها، وبمنهج للتعامل السليم مع مستغلقاتها. والباحث المخاطب هنا هو الطالب الجامعي الحديث عهد بصنعة البحث وبحرقة الباحث. وتتفاوت حاجة هذا الطالب حسب المستوى الجامعي الذي ينتمي إليه. فالطالب في سلك الإجازة يحتاج إلى أوليات في “فقه” المصادر ومن ذلك الوقوف على أصناف المادة المصدرية. والتعريف المركز بمحتواها. والاستئناس بنصوص من هذه المؤلفات بتمحيصها لتحقيق معلوماتها بمقارنتها مع معلومات أخرى في مصادر أخرى. وتلك مهمة مادة “تحليل النصوص التاريخية” التي يعانقها الطالب بمجرد التحاقه بالسنة الأولى من الجامعة. وهذا الزاد الأولي في المادة المصدرية ينبغي أن يجد صداه في مشروع نهاية الدراسة تمهيدا لمرحلة الارتقاء في التعامل مع المصادر في سلكي الماستر والدكتوراه.
ويحتاج الطالب الباحث في هذا المستوى الموالي. أي سلك الماستر والدكتوراه – إضافة إلى الزاد المكتسب في مرحلة الإجازة – إلى مقاربات من نوع آخر في التعامل مع المصادر. ومنها تجاوز الجمود على المناهج التقليدية ومعانقة التجديد المنهجي لتفكيك محتوى المصادر واستثمار متونها. ومن تقنيات هذا التجديد المنهجي حوسبة مصنفات التراجم وفق قاعدة البيانات العلائقية التي توفر إمكانات واسعة لاستنطاق متون هذه المصادر وفتح مستغلقاتها. أما ثاني تقنيات هذا التجديد المنهجي فتتمثل في المقاربة الكمية التي تمنح الباحث مجالا جديدا للحركة يفتقده في المناهج التقليدية.
إنها رهانات قوية وطموحات واسعة تطمح فصول هذا الكتيب لمقاربتها خدمة للعلم وطلبته. والله الموفق.
Auteur : مبارك لمين
Date de publication : 2014
Langue : العربية
Nombre de Pages :
Editeur : كراسة جامعية - جامعة ابن زهر - أكادير