Image

دينامية الهويات الجماعية بالمغرب

الدرس الإفتتاحي الذي ألقاه الأستاذ حسن رشيق في مطلع السنة الجامعية 2008-2009.

 إن الهوية الجماعية أداة لتصنيف الناس والفئات الاجتماعية. تتعدد مقاييس التصنيف وتختلف (حسب الدين واللغة والجنس والمهنة) : يمكن أن يستعمل الدين في تصنيف الناس إلى بوذيين أو مسيحيين أو يهود أو مسلمين … ويميز معيار الجنسية المغاربة عن الأسبان أو الجزائريين… إن تصنيف الناس ليس بالضرورة، أمرا حصريا وأحادي المعنى؛ إنه يختلف باختلاف السياقات. ففي وسع الأشخاص الذين يعتنقون ديانات مختلفة باختلاف السياقات. ففي وسع الأشخاص الذين يعتنقون ديانات مختلفة أن يلتجئوا إلى الجنسية باعتبارها سمة مشتركة: يهود ومسلمون مغاربة. في المقابل يمكن للأشخاص الذين تختلف جنسياتهم ان يتوسلوا بدين مشترك (الإسلام بالنسبة للمسلمين الباكستانيين و المغاربة) او لغة مشتركة (الأمازيغية بالنسبة للأمازيغ الجزايريين والمغاربة والطوارق …الخ)  . ويمكن للتصنيفات أن تكون نسبية وسياقية، بمعنى أن في وسع الشخص أو الجماعة اختيار هويات متعددة حسب السياقات. يمكن، مثلا، أن يستحضر المرء، حسب السياقات، هويته القبلية والإقليمية والإسلامية أو العربية أو الأمازيغية والإفريقية. ومن الممكن بناء تراتبية بين هذه الروابط الهوياتية المختلفة أوعدم بنائها. في حالات معينة يتم تفضيل هوية الجماعة عل حساب هويات أخرى (تفضيل القبيلة على الأمة أو العكس، تفضيل الدين على اللغة أو العكس …). في حالات أخرى تطرح مسألة الترابية جانبا. حينئذ يتعلق المر بهوية جماعية متعددة تضع، على قدم المساواة، جميع الهويات الجماعية المختلفة المتشوف إليها. ومع ذلك توجد حالة قصوى، حيث تلغى فيها بتاتا فكرة هوية نسبية وسياقية، وحيث يتمسك بهوية واحدة ومتفردة باستقلال عن السياقات. وهنا يؤول التصنيف إلى تعرض ثنائي بين النحن والاخر.

Share Button

Auteur : حسن رشيق

Date de publication : 2008

Langue : العربية والفرنسية

Nombre de Pages : 40 صفحة

Editeur : كلية الآداب والعلوم الإنسانية - جامعة ابن زهر- أكادير