
قطاع الخضر والفواكه بسوس ماسة بين إكراهات السوق الوطني وتحديات العولمة
إن قطاع الخضر والفواكه يعد من الزراعات الأكثر تشغيلا لليد العاملة، بشكل مباشر بما يفوق 90 مليون يوم عمل سنويا، وبشكل غير مباشر على مستوى التلفيف والتصنيع والتسويق بأزيد من 30 مليون يوم. وتساهم منتجات هذا القطاع، على المستوى الاقتصادي، بحوالي ربع القيمة المضافة للإنتاج النباتي، وتغطي الحاجيات الوطنية من الخضر والفواكه وحصة كبيرة من الحاجيات الغذائية للسكان. كما يعد من المصادر المهمة لجلب العملة الصعبة عن طريق التصدير بأكثر من 4 مليار درهم في السنة،2,48 مليار درهم من طرف البواكر. كما يعد هذا القطاع محركا لعدد من الأنشطة الأخرى المرتبطة به كقطاع الآليات الفلاحية والتلفيف والتعبئة ومواد المعالجة والتخصيب….
إن هذه النتائج التي حققها قطاع الخضر والفواكه لم تكن من باب الصدفة، وإنما هي وليدة تراكم حصل خلال ما يفوق ستة عقود من الزمن، كانت وراءه مجموعة من العوامل والفعاليات، تمثل حافزها الأساسي في المراهنة على الأسواق الخارجية من أجل تصريف منتجات ذات جودة معينة، مع الاحتفاظ بالسوق الداخلي “كملجـأ ظرفي” لا يستهان به وميدانا لتصريف المنتجات غير القابلة للتصدير.
بعد إبرازه للمكانة التي يحتلها هذا القطاع ضمن الإقتصاد الوطني ثم الأهمية المتزايدة لسوس على مستوى إنتاج وتصدير مختلف الخضر والفواكه، يحاول هذا الكتاب أن يجيب عن مجموعة من التساؤلات المطروحة على الفاعلين والمسؤولين عن هذا القطاع في ظل التحولات السريعة التي أملاها الانفتاح المتزايد للأسواق في إطار العولمة الإقتصادية.
Auteur : أحمد بلقاضي
Date de publication : 2004
Langue : العربية
Nombre de Pages : 500 صفحة
Editeur : أكري سوس