Image

التواصل و الحجاج

الدرس الافتتاحي الذي ألقاه الأستاذ عبد الرحمان طه في مطلع السنة الجامعية 1993-1994.

يظل لفظ “التواصل” على تداول الألسن له ووروده في قطاعات معرفية مختلفة. لفظا يكتنفه الغموض؛ فقد يدل على معان ثلاث متمايزة فيما بينها:

-احدهما، نقل الخبر؛ ولنصطلح على تسمية هذا النقل ب “الوصل”.

الثاني، نقل الخبر مع اعتبار مصدر الخبر الذي هو المتكلم؛ ولنطلق على هذا الضرب من النقل اسم “الإيصال”.

الثالث، نقل الخبر مع اعتبار مصدر الخبر الذي هو المتكلم ومقصده الذي هو المستمع معا؛ ولندع هذا النوع من النقل باسم “الاتصال”.

أما لفظ “الحجاج” فلا يدور على اللسن مثلما يدور عليه لفظ “التواصل” ولو أنه لا تواصل باللسان من غير حجاج، ولا حجاج بغير تواصل باللسان؛ فمثلا لو قال القائل: “إن سوس موطن العلم”، فغن السامع الذي لا يعلم بمضمون هذا القول، لا يسلم له بذلك، بل يطالبه بان يثبت صدق قوله؛ وللإجابة على هذا الاعتراض، قد يقول هذا القائل: “لقد ضمت سوس أقدم مراكز العلم وأكثرها عددا”، فيعد جوابه هذا إثباتا للقول الأول، وكل إثبات هو “حجة” القائل.

Share Button

Auteur : عبد الرحمان طه

Date de publication : 1994

Langue : العربية

Nombre de Pages : 10 صفحة

Editeur : كلية الآداب والعلوم الإنسانية - جامعة ابن زهر- أكادير